يشوع الوارث والمورث
يشوع الوارث لموسى :
- اختاره الله ليحل محل موسى حسب طلب موسى " فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلاً فيه روح وضع يدك عليه ... ففعل موسى كما أمره الرب وأخذ يشوع ووضع يديه عليه " (عدد 27: 18-23) ..
(1) ورث قيادة الشعب : انتخبه موسى ( خر 17 ) ليكون قائد مكانه يحارب عماليق والأعداء ، ويعرف ما هو سر النصرة وهى القوة والشجاعة والإيمان ، لذلك قال الرب : " كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى " ( يش 1 : 3 ) .. أى أن النصرة ليست للكسالى ولكن بالجهاد : " للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور " ( خر 17 : 16 ) .
- يرمز يشوع إلى يسوع المخلص ، الذى جاء فى ملء الزمان الذى يأخذ شعبه من برية سيناء ( برية العالم ) ويدخل بهم إلى كنعان أرض الموعد ( أورشليم السمائية ) .. فناموس موسى وحده عاجز أن يدخلنا إلى الحياة الأبدية ولكن لابد أيضاً للجهاد بجانب إيماننا وطاعتنا لله والصلاة ( رفع موسى يده أثناء حرب عماليق ) .
(2) ورث موسى أبوه الروحى : جلسته عند الخيمة ومنهجه القوى " ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه وإذا رجع موسى إلى المحلة كان خادمه يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة " (خر33: 11) فكان قائداً مدبراً وراعياً أميناً ، لذلك استحق أن يظهر له رئيس جند الرب ( الأقنوم الثانى ) مثلما ظهر لموسى فى العليقة ..
- [ ورث أيضاً جده يوسف لذلك حرص على أخذ عظامه وحافظ عليها وقال " إله آبائى الذى أعبده من أجدادى " (-- :-- ) لأن يوسف أوصاهم عند خروجهم من أرض مصر أن يأخذوا عظامه معهم .. فهناك تسليم وتقليد ]
(3) ورث الشريعة : فعندما عبر الأردن وانتصر على أهل عاى بنى مذبح للرب ، وقرأ كلام التوراة ، " وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة البركة واللعنة حسب كل ما كتب في سفر التوراة . لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل والنساء والأطفال والغريب السائر في وسطه " ( يش 8 : 34-35 ).. وحسب وصية الرب ليشوع : " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب ..." ( يش 1: 8 ) .
(4) ورث مهابة موسى : فنتيجة الإيمان كان الرب معه ووعده بأن يعظمه أمام أعين بنى إسرائيل ( يش 3 : 7 ) " فهابوه كما هابوا موسى كل أيام حياته " ( يش 4 : 14 ) .
(5) ورث حياة الخيمة : ليست حياة منظرية بل حياة عملية من خلال طقوس وليتورجيات ، وكان عند خروج موسى من الخيمة للشعب أن يجلس يشوع لا يبرح الخيمة كممارسة للطقس .. ونرى حفاظه على الاختتان وعمل الفصح ، وقال : " .... وأما أنا وبيتى فنعبد الرب " ( يش 24 : 15 ) .
(6) ورث الوفاء بالوعود : مثلما نفذ موسى وعوده مع فرعون كان لها أثر وراثى مع يشوع ووعده للجبعونيين ، فلم يضرهم وباركهم رغم أنهم استعملوا المكر معه ، ومع ذلك نفذ وعده لهم ..
(7) ورث التمسك بالله وحفظ التاريخ : كان عالماً ومعلماً للتاريخ ، ونراه يذكر الأحداث التى مرت عليه .
يشوع الموَّرِث لبنى إسرائيل :
(1) ورث شعبه التمسك بالله وكلمة الله : فكانوا يرددون خلفه آمين ، أى يؤمنوا بكل ما نطقه من الشريعة وتعهدوا بألا يتعدوا الرب إلههم ( يش 8 : 35 ) .
(2) قسم الأرض التى هى رمز للسماء : قسم يشوع لهم الأرض حسب طلبهم ، فأخذ رأوبين وجاد ونصف منسى الأرض التى اختاروها لأن بها حظائر مواشى .. والسبع أسباط والنصف سبط تقسم عليهم الأرض التى بعد عبور الأردن .. وكان يشوع رمزاً ليسوع الموَّرث الذى أعطانا الميراث السماوى " وارثون مع المسيح " ( رو 8 : 17 ) .. كما يلى :
(3) ورث شعبه حب الرب والتمسك به ، مع حفظ التاريخ الآبائى : " وقال لهم يشوع اعبروا أمام تابوت الرب إلهكم إلى وسط الأردن وارفعوا كل رجل حجرا واحدا على كتفه حسب عدد أسباط بني إسرائيل . لكي تكون هذه علامة في وسطكم إذا سال غداً بنوكم قائلين ما لكم وهذه الحجارة . تقولون لهم أن مياه الأردن قد انفلقت أمام تابوت عهد الرب عند عبوره الأردن انفلقت مياه الأردن فتكون هذه الحجارة تذكارا لبني إسرائيل إلى الدهر " ( يش 4 : 5-7 ) .. ويشوع هنا يعرف أهمية التسليم والتسلم ..