الفرق بين معجزات القديسين كما نراها فى إيليا وأليشع وبين خداعات الشياطين ..
أولاً : معجزات القديسين :
- يسجل لنا سفر الملوك الثانى بأن أليشع النبى قام بعمل معجزات أكثر من أى نبى آخر .. وقد أظهرت بعض هذه المعجزات ، كما أظهرت معجزات إيليا النبى أن الرب هو الإله الواحد الحقيقى .. وقد ساعدت بعض هذه المعجزات شعبه ضد أعدائه ..
- كما كانت بعض هذه المعجزات أعمال رحمة ورأفة وشفقة شبيهة بالمعجزات التى قام بها السيد المسيح ..
- ونلاحظ فى هذه المعجزات أن إيليا وأليشع لم يطلبا المجد لنفسيهما ولا أى نفع شخصى أو عائد مادى .. بل كان الغرض هو المحبة الخالصة لوجه الله بدون مقابل ، فكان الله هو الهدف ..
- القديسون لا يطلبون شيئاً لأنفسهم كما فعل إيليا وأليشع المعجزات بدون مقابل .. وإلا لماذا نجد أن المرأة خدمت أليشع بدون مقابل ؟ لمحبتها للعطاء .. ولماذا نجد أليشع يفكر فى أن تنجب المرأة ؟ بالرغم من أنها لم تطلب منه هذا الولد ، لكنه أعطاها هذا الولد من طيبة قلبه لمجد اسم الله .. والأغرب من هذا أيام المجاعة .. إن هذه المحبات خالصة لوجه الله ؟ " .... مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا " ( مت 10 : 8 ) ..
- وإيليا طلب لنفسه أولاً .. وذلك لإظهار طاعة المرأة لرجل الله .. ومن هنا كانت علاقة الخادم بالمخدوم ، بالبذل من جهة الخادم ، والطاعة الكاملة من جهة المخدوم ، ولو كانت العلاقة بخلاف ذلك فسيكون هذا من علامات المجئ الثانى ..
ثانياً : خداعات الشياطين :
- ( 2 تس 2 : 9-12 ) : " الذى مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة . وبكل خديعة الإثم فى الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا . ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب . لكى يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم " ..
- وهذا معناه أن الله يسمح بأن يرسل إلى الهالكين خديعة الإثم أى عمل الضلال ، لأنهم أصلا كان هدفهم مادى وليس روحى .. ولم يجعلوا الله أولاً فى حياتهم .. " اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم " ( مت 6 : 33 ) .. ولم يقبلوا محبة الحق كى يخلصوا .. فمن يعمل المعجزة يريد منها أمور وأرباح مادية ، ويسعى وراء مجده الذاتى دون مجد الله .. ومن تُعمل له المعجزة أيضاً يريد هدف مادى ..
- أى أنه ضمن علامات الأيام الأخيرة كثرة المعجزات وهو أمر سئ لأنها من فعل الشياطين ، وهى خداعات الشياطين .. وللأسف يعمل الشيطان بكل قوة من أجل هذه المعجزات الكاذبة ويضل بها حتى المختارين ..
- يذكر لنا سفر الرؤيا : " ثم رأيت وحشا آخر طالعا من الأرض .... ويصنع آيات عظيمة حتى أنه يجعل نارا تنزل من السماء على الأرض قدام الناس . ويضل الساكنين على الأرض بالآيات التي أعطي أن يصنعها أمام الوحش.... وأعطي أن يعطي روحا لصورة الوحش حتى تتكلم صورة الوحش ...." (رؤ13: 11-18) وعليه يجب ألا ننخدع بهذه الخداعات الشيطانية ، ونفرق بين المعجزة الإلهية الحقيقية والمعجزات الشيطانية الغير حقيقية والتى هدفها هو جمع الأموال .
- المعجزة الإلهية تتم فى الخفاء ويجب أن يكون الهدف الروحى من المعجزة هى الارتباط بالله ، وليس بالشخص بنفسه أو بالعادة .. كما أنه لا فضل لإنسان بعمل معجزات لأن الله هو الذى يعمل من خلاله ويستخدمه ، لذا يجب الاتضاع ..
- يمثل فاعل المعجزة بأنه متواضع ويهرب من البر الذاتى ، ولكنه يريد ذلك كثيراً ، حيث بمجرد سماعه للمديح يتصنع الاتضاع ..
- فلو لم يعمل المسيح من خلال الكاهن ، فبمن يعمل السيد أمجاده ومعجزاته ، فالسيد لن يتعامل مع البشرية إلا من خلال الإنسان ، وهنا يعطى الرب لبعض الكهنوت بعض المواهب – التى يسمح بها الله – لمجد اسمه القدوس ، فيجب ألا نعطل عمل الله ، من أجل السعى وراء الكرامة والبر الذاتى ، فنعطل عمله الصالح القدوس .. فتفكيرنا كله مادى ، ونرغب فى المقابل السريع الوقتى ، فمن يجرى وراء المال تهرب منه الكرامة .. كما قال العظيم فى العارفين مار اسحق : ( من يهرب من الكرامة تسعى وراءه ، ومن يسعى ورائها تهرب منه ) .. فيجب أن نهرب من الكرامة والمال كمن يهرب من الحية ..
- ليست المعجزة هى شفاء مشلول ولكن المعجزة الحقيقية هى جعل إنسان لا يعرف الكنيسة يدخلها ويتعبد لله ، المعجزة هى أن نرجع إلى الله ونتوب ..