أنت ميت على الـFacebook

عضو مثالي الهواية : مزاجي اليوم :

أنت ميت على الـFacebook

هيحصل إيه في البروفايل بتاعك على الفيس بوك لو مت؟".. سؤال منطقي حمله جروب جديد على الـ"فيس بوك" يحمل عنواناً يقول: "البروفايل على الفيس بوك ما بيموتش بموت صاحبه"، وبتفضل الصفحة موجودة".

ويحكي مؤسس الجروب، الذي يضم حتى كتابة هذه السطور 973 عضواً، عن سبب تأسيسه قائلا أنه قرأ على تدوينة يحكى فيها صاحبها عن وفاة شاب صديقه في حادث طريق، ويكمل بقوله: "بعد أن علمت بالحادث فتحت صفحة صديقى المتوفي على الفيس بوك، الذي كان يفتخر بكثير من الذنوب التي يرتكبها، حتى أن آخر profile picture وضعها على صفحته كانت صورته وهو يمسك بزجاجة بيرة!"

ويضيف: "هذا الموضوع سبب حرجاً لكل أصحابه وأقاربه، لأن لا أحد يستطيع مسح أو تغيير الصورة سواه وقد مات، ولذلك جاءت الـcomments على الصورة، على شاكلة: (الله يرحمك ويغفر لك، واللهم اغفر له خطاياه، واللهم أحسن خاتمتنا)".

Quiz الموت!

أحد أعضاء المجموعة حكى قصة مشابهة، فيقول: "أنشأت جروب على الفيس بوك عن محبي السيارات الرياضية في مصر، فدار بيني وبين شاب في الثامنة عشر من عمره عدة حوارات عن أفضل وأسرع السيارات وأصبحنا أصدقاء، وفي يوم من الأيام قال لي أنه تعرض لحادث بسبب السرعة ودمرت سيارته تماماً، وكان يسألني إذا ما كنت أعرف مكاناً جيداً لتصليحها، فسألته بضعة أسئلة، قال أنه سيجيب عليها بعد إجراء عدة فحوصات بسبب الحادث، ومر أسبوع ولم يرد، فدخلت على صفحته الخاصة، فوجدت تعليقات على صورته تقول: الله يرحمك.. هاتوحشنا أوي".

ويكمل: "فضولي دفعني لتصفح البروفايل الخاص به فوجدت the last activity أو آخر ما قام به على الموقع، كانت إجابته على فزورة quiz بعنوان:how many things will you have before you die أو ما هي الأمور التي ترغب في القيام بها قبل أن تموت، فسرت قشعريرة شديدة في روحي، وسألت نفسي: هل من الممكن أن يحل شخص مثل هذه الفزورة على سبيل الهزار، وهو لا يعلم أنه سيتوفى بعد لحظات، كلنا نحل مثل هذه الفوازير، كلنا نجلس أمام الفيس بوك وبعد كل خطوة نقوم بها تظهر جملة his last activity، ألا يمكن أن تكون هذه فعلاً اللحظة الأخيرة في حياتنا"؟

أحد المشتركين في المجموعة علق قائلا: "الحقيقة زيارة بروفايل على الفيس بوك لشخص تعلم أنه مات شيء غريب جداً، إذ ينتابك إحساس غريب، تشعر أنك تتكلم إلى شبح، ستجد ما كتبه في الـStatus كأنه وصية من عالم آخر، ستجد نفس صوره بلا تجديد، لن يزيد أصدقاؤه نفراً، لن تستطيع أن تحذف أو تضيف شيئاً للأبد.. إنه أمر يثير في نفسك الجنون لو فكرت فيه بعمق".

صحيفة أعمالك.. أمام الكل!

عضو ثالث كتب: "تصوروا أن الواحد منا يمكن يعرض كل تفاصيل حياته أمام كل الناس ثم يتوفى فجأة، فتبقى تفاصيل يومياته أمام الجميع بدون حذف أو إضافة، كأن صحيفة أعمالك تم طبعها وأصبحت تباع عن بائع الجرائد".

ويصادق أحد المشاركين على الكلام السابق بقوله: "يمكنك قراءة الصفحات الخاصة بالمتوفين، لتعلم ماذا يحب وماذا يكره، ماذا فعل يوم توفي.. من أصحابه ومن أعدائه.. مواقفه الدينية والسياسية والاجتماعية.. كل شيء.. كل شيء متاح أمام الجميع".

وكتب عضو آخر: "أنا لم أفكر يوما في هذا السؤال الذي طرحه الجروب ولم يخطر على بالي ماذا سيحدث لصفحتي يوم أموت، ولذلك قررت أن أترك الباسوورد الخاص بصفحتي لخطيبتي حتى تغلق الصفحة تماماً، أو على الأقل تغير ملامح الصفحة يوم اموت".

وعلى العكس، ترى مشاركة أن مثل هذه الجروب يجب أن توقظ بداخلنا الخوف وخوف الله، فلا يجب أن نحذف الصفحة بعد وفاتنا، لكن يجب أن نخاف الله في كل ما نكتب وكل ما ننشر من صور، حتى إذا حلت لحظة الوفاة رأى الجميع ما كتبته فيدعو لك الجميع بالرحمة ".

صفحتك.. نصب تذكاري

بجانب هذه المناقشات، يُلاحظ على الجروب أن كل من يزورها يقوم بشكر مؤسسها على الفكرة لأنه يقوم بلفت نظر الناس إلى هذا الموقف الذي لا يفكر فيه أحد.

سؤال بسيط يطرحه الجروب في النهاية: "هل الفيس بوك يمكن أن يتحول لمقبرة أكبر من الهرم؟".. فببساطة يمكن أن تتحول صفحة البروفايل الخاصة بكل منا إلى "نُصب تذكاري"..

وأنت، ما الذي ستفعله في صفحتك على الفيس بوك إذا كنت تعلم أن حياتك ستنتهي خلال لحظات.. فقط تخيل صورتك والناس يعلقون عليها ويقولون: وحشتنا.. الله يرحمك.