سلام المسيح معكم
قي رحلة العمر القصيرة التي نحياها علي الارض يتقابل فيها الانسان مع احداث كثيرة مهمة وغير مهمة في حياته , وهذه الاحداث تجعل الانسان يقف برهة من الوقت ليفكر و يتأمل فيها لكي يخرج بنتائج وخبرات يستفيد منها بقية أيام حياته , وهنيئا للانسان الذي يتعلم ويستفيد من تلك الخبرات , وهناك الكثير من التأملات التي شغلت فكري اثناء فترة حياتي السابقة
التأمل الاول :
" لذلك اقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فامنوا ان تنالوه فيكون لكم "(مر 11 : 24)
بدات اول علاقتي الحميمة بالكنيسة عندما دخلت الكلية , حيث لم اكن اعرف ما هي مدارس الاحد ولا معني الخدمة ولا اي شيء من هذا القبيل وفي هذه المرحلة بدأت اعرف كتاب اسمه الخولاجي الذي يحتوي علي القداس , وكتاب اخر اسمه السنكسار وغير ذلك من بقية الكتب الكنسية .
احببت الكنيسة جدا وكانت بمثابة ام لي , وفي هذه الفترة كنت مثل العطشان الذي ظل محروما فترة طويلة من المياة العذبة , ثم وجد امامه فجاة نبع ماء صافي ورائق وطمعه لذيذ , فبدات انهل منه ولا ارتوي .
و بعد تخرجي من الجامعة , اندمجت في الخدمة في كنيسة العدراء بدكرنس , وكانت الخدمة امر محبب لي جدا , المهم بدأت بخدمة مدارس الاحد , وكان لابونا ميخائيل - ربنا ينيح نفسه - الفضل في ذلك , حيث كان عندئذ هو نفسه الاستاذ وجدي والذي يشغل منصب امين خدمة مدارس الاحد , ثم التحقت فترة باجتماع الفتيان ثم أخيرا بخدمة اجتماع الشباب .
هذه كانت فترة جميلة من حياتي تعلمت فيها اشياء كثيرة مازلت اجتر ذكرياتها كلما تقدم بي العمر !!!
المهم مع دخولي الكنيسة عندما كنت اري الشعب وهو يتلو قانون الايمان " بالحقيقة نؤمن باله واحد " اجده دائما عند العبارة الاخيرة منه وهي " وننتظر قيامة الاموات وحياة الدهر الاتي امين " اجد ان الرتم يتغير واجد ان صوت الشعب يعلو وكانه في هتاف بهذه العبارة الجميلة , وفي الحقيقة لم اكن اعرف سر هذا التغير وهذا الهتاف عند هذه العبارة , ولكني كنت اهتف معهم كلما صلينا سويا قانون الايمان !!!!
طبعا كنت اساير الشعب في هذا بدون فهم ولا وعي مني , ففي كل مرة يأتي تلاوة قانون الايمان كنت اهتف بصوت عالي معهم واقول باللحن الطويل " وننتظر قيامة الاموات وحياة الدهر الاتي امين "
ولكن من فترة بسيطة بدأت اسأل نفسي :
هل أنت متأكد في قرارة نفسك بانك تتمني مجئ السيد المسيح الان وقيامة الاموات والدينونة ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
قلت لنفسي لا... انا غير مستعد الان لان يأتي السيد المسيح , كما اني لا اتخيل ماذا ساجيبه لو طلب مني الأن ان اعطي حساب وكالتي ؟
ففسألت نفسي مستغربا " اذن فلماذا تهتف وتطلب ذلك بصوت عالي ؟ "
الا تخشي ان يستجيب الرب لصلاتك وياتي الان لدينونتك ؟!!!
بصراحة صمت ولم اعرف بماذا اجيب , ربما انها عادة ان ارفع اصوتي مع بقية الشعب في ترديد الصلوات !!!!
ومن يومها عندما ياتي تلاوة قانون الايمان ويهتف الشعب بهذه العبارة , اقولها انا بصوت منخفض لا يكاد ان يسمعه احد سواي , حتي لا اضحك علي نفسي , واصرخ واطلب شيئا من الله انا في حقيقة نفسي لا اريد تحقيقه علي الاقل الان .
لحظتها فقط عرفت الفرق بين الصلاة التي هي مجرد ترديد كلمات وبين الصلاة بايمان والذي ينقل الجبال ..
ومن يومها كلما احضر قداسا او عشية ويأتي فيها تلاوة قانون الايمان اقول لنفسي متي ستهتف بصوت عالي مع بقية الشعب كما كنت تفعل سابقا ؟!!!
اقول لنفسي لا ادري ..... ربما غدا او بعد شهر او بعد سنة , ولكن أتمني من الله ان ياتي هذا اليوم الذي اهتف فيه مستعدا لمجيئه وانتظاره لدينونتي قبل ان ينتهي زمن الهتاف !!!
مع تحياتي